تتلقى الشركات الناشئة، المكونة بالكامل من النساء، أقل من 3% من تمويل رأس المال المخاطر على المستوى العالمي. في حين أن نسبة الشركات "الرجالية" تقدر بحوالي 90%. تُسمى هذه الظاهرة بـ عدم المساواة بين الجنسين في الاستثمارات.
تتحدث لوسي تشو عن اللامساواة هذه، وما يترتب عنها، وتقدم نصائح عملية لمعالجتها. لوسي هي الشريكة العامة لصندوق الاستثمار WBAF والأمينة العامة للجنة الدولية للقيادات النسائية. انتقلت إلى دبي منذ 16 عامًا؛ وكان لها دور فعال في تشكيل النظام البيئي للشركات الناشئة وتنميته في الإمارات العربية المتحدة.
وتقدم لوسي نصائح عملية للنساء المهتمات بدخول مجال الاستثمار.
ما هي شروط التمويل المتوقعة بالنسبة للشركات الناشئة بقيادة المرأة؟
أصدرت شركة الأبحاث PitchBook مؤخرًا تقريرًا جديدًا مخيبًا للآمال تبيَّن فيه أنه في عام 2022 في الولايات المتحدة تمكنت المؤسِّسات من جمع فقط 1.9% من إجمالي تمويل رأس المال المخاطر. إنه لأمر مؤسف، لأن النسبة هذه حتى أسوأ مما كانت عليه في عام 2021 حين بلغت 2.4%.
بالتأكيد، يمكن إلقاء اللوم على الركود العالمي. لكن قبل كل شيء، هذا يدل على أن المجتمع الدولي لا يزال يشاد بالاستثمار في الشركات الناشئة بقيادة المرأة بوصفه محفوفٌ بمخاطر جسيمة.
هل يختلف الوضع في دبي والإمارات عامةً؟
على مدى السنوات القليلة الماضية استقطبت دبي العديد من الشركات العالمية بما تقدمه لها من الإمكانيات والمزايا المختلفة. الإمارات ودبي بالنسبة للمستثمرين هي بمثابة البوابة الرئيسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بطولها وعرضها. وفي ذلك تكمن ميزة دبي. إلا أن موضوع تمويل المؤسِّسات هنا ليس أفضل من البلدان الأخرى. ففي عام 2022 جمعت الشركات الناشئة بقيادة المرأة حوالي 1% من إجمالي تمويل رأس المال المخاطر في دولة الإمارات.
ومع ذلك، إنني ألاحظ تحسنًا في الوضع. يؤمن الرعاة العاملون في المنطقة إيمانًا راسخًا بالحاجة إلى توطيد أواصر التعاون مع بعضنا البعض لتحسين النظام البيئي لريادة الأعمال.
ماذا يدعو إلى عدم المساواة بين الجنسين في الاستثمار؟ هل هناك حلول لهذه المشكلة؟
الأمر وما فيه يتعلق بالنظام. فمثلًا، تموّلُ المُستثمِرات المؤسِّسات أكثر بمرتين من المشاريع بقيادة الرجال. على ماذا يدل ذلك؟ أي خطوات حقيقية يمكننا اتخاذها لسد هذه الفجوة؟
لا بد من أن تشغل المرأة مزيد من المناصب القيادية في مجال رأس المال المخاطر، إضافةً للشراكات العامة في صناديق رؤوس أموال المجازفة والاستثمار الملاك. في هذه الحالة سوف نحصل على وجهة نظر مختلفة على البيئة الاستثمارية وتدفق الصفقات التجارية. إنها الطريقة الوحيدة يمكننا تطبيقها لزيادة التمويل لصالح مؤسِّسات الشركات التجارية.
ما هي مزايا الاستثمار في المرأة؟
تدير النساء النفقات بإجمالي 20 تريليون دولار. وبالتالي، فإن الاستثمار في المرأة يعود بالفائدة على مجتمعها وأسرتها بشكل مباشر. كما أن ذلك يؤدي إلى تأثير مضاعف حاد في اقتصاد البلاد. فمن الناحية الاقتصادية ليس ثمة ما يدعو إهمال المرأة.
وكما لاحظنا، إن نسبة استقالة النساء من العمل خلال تفشي جائحة الفيروس التاجي الجديد أكثر من نسبة الرجال لأنه لا يزال على عاتق المرأة تقع مسؤولية تربية الأطفال والاعتناء بكبار السن. والحقيقة هذه أثرت على العديد من البلدان تأثيرًا سلبيًا قويًا.
حين يتعلق الأمر بالنمو الاقتصادي، فإنني أؤيد فكرة تنويع الاستثمارات والمستثمرين. إنني أحثُ النساء على دخول عالم ريادة الأعمال.
كيف يمكن للمرأة دخول مجال الاستثمار؟
إحدى الطرق هي أن تصبح مستثمرة ملاكة.
إذ إنَّكِ ترغبين في بناء حياة مهنية في هذا المجال، فتأكدي من أن لديك شركاء رجال. لأن حاليًا، معظم صُناع القرار في مجال رأس المال الريادي رجال. ومع ذلك، ينوي العديد منهم في تنويع صناعتهم والتعامل مع المرأة على أساس الشراكة. اعثري لنفسك على شريك مناسب.
اُصقُلي المهارات المطلوبة في مجال الاستثمار. تعلمي الموضوع وما فيه من الألف إلى الياء. فمثلاً، إذا أردتِ معرفة تفاصيل الموضوع برمته وكيف تجري الأمور في الاستثمارات، فلا تترددي في مناقشة الموضوع مع أكبر عدد ممكن من المستثمرين. استفيدي من معارفكِ واعثري على راعي أو من يفتح لكِ صفحة جديدة فى حياتكِ.
وقد تتسائلين كيف يختلف الراعي عن المدرب أو المرشد؟ الراعي هو من يذكر اسمكِ في مكان بحيث يوفر لك الإمكانات والفرص التي تحتاجين إليها.